كيف يمكن علاج الشق الشرجي؟

الشق الشرجي (الشرخ الشرجي) هو جرح صغير في بطانة فتحة الشرج، يسبب ألماً شديداً أثناء وبعد التبرز.

 على الرغم من شدة الألم، يُشفى الشق الشرجي تلقائياً في حوالي نصف الحالات دون الحاجة إلى علاج، بينما في الحالات الأخرى تتوفر أدوية فعّالة لتخفيف الألم وتعزيز التئام الجرح. في حالات قليلة، خاصةً في الشق الشرجي المزمن (يستمر أكثر من 8 أسابيع)، قد يحتاج البعض إلى حقن بوتكس في المنطقة، أو عملية جراحية بسيطة كحلٍ أخير.^[١]

ما هي طرق علاج الشق الشرجي؟

يلتئم الشق الشرجي عادةً خلال أسبوعين أو أكثر قليلاً، مثله مثل أي جرح آخر في الجلد. بشكل عام تهدف العلاجات إلى تخفيف الألم، وعلاج الإمساك (باعتباره السبب الرئيسي للشق الشرجي)، وتعزيز التئام الجرح. 

تتضمن الخيارات العلاجية:^[٢][٣]

علاجات لتسكين الألم:

• حمام المقعدة (المغطس): املأ حوض الاستحمام أو وعاء عميق بالماء الدافئ، واجلس فيه لمدة 10-20 دقيقة عدة مرات في اليوم، وبعد كل تبرز إن أمكن.
• كريمات أو مراهم مخدرة: تحتوي هذه الكريمات على مواد مخدرة، مثل الليدوكايين، ويمكنك الحصول عليها من الصيدلية. ضعها على مكان الشق قبل الذهاب إلى الحمام بدقائق لمساعدتك على التبرز دون ألم. (تُستخدم لفترة قصيرة أقل من أسبوع؛ لأن استخدامها بشكل متكرر قد يهيج منطقة الشرج).
• مسكنات الألم: تساعد على تخفيف الألم والانزعاج.
• غسل منطقة الشرج: اغسل المنطقة برفق بالماء بعد التبرز، وجففها بلطف بمنديل ناعم، تجنب استخدام الصابون أو المناديل المبللة المعطرة؛ لأنها قد تسبب تهيج الجلد، وزيادة الألم.

علاجات الإمساك:

وهو جزء هام من العلاج؛ لأن الإمساك هو من الأسباب الرئيسية للشق الشرجي،كما أنه يميل المُصابون عادةً إلى تأجيل التبرز خوفاً من الألم، مما يسبب تفاقم المشكلة.

• الإكثار من الألياف: احرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة (القمح الكامل، النخالة، الشعير، الشوفان) وغيرها.
• شرب السوائل بكثرة: اشرب ما لا يقل عن لترين (10-12 كوبًا) من السوائل يوميًا؛ لأنها تساعد على تليين البراز.
• العادات الصحيحة للتبرز: لا تؤجل الحاجة إلى التبرز، حتى وإن كنت خائفاً من الألم؛ لأنّ البراز سيصبح أكبر وأقسى يصعب التخلص منه لاحقًا، كما عليك اتخاذ الوضعية الصحيحة للتبرز، وهي:
• الجلوس على المقعدة، والميل للأمام قليلاً مع بقاء الظهر مستقيماً.
• وضع القدمين على مسند صغير على الأرض.
• المباعدة بين الساقين مع وضع الساعدين على الركب.
• أدوية الإمساك: إذا لم تنفع الطرق السابقة، يمكنك تجربة أدوية الإمساك، مثل: مكملات الألياف أو الملينات (مثل دوفالاك)، يمكن أن يقترح عليك الطبيب أو الصيدلاني النوع المناسب لك.
• الحركة: حاول المشي أو الهرولة بانتظام؛ لأنّ الرياضة تساعد على علاج الإمساك.

علاجات لتعزيز التئام الشق الشرجي:

إذا مر أسبوعان، ولم يتحسن الشق الشرجي لوحده أو مع العلاجات السابقة، فقد تنفع الطرق التالية في تسريع شفائه.

• مرهم الجليسيريل (GTN): يُستخدم مرتين في اليوم لمدة 6 أسابيع على الأقل، يُساعد على استرخاء العضلات حول فتحة الشرج، وتوسيع الأوعية الدموية فيها، مما يزيد من تدفق الدم إليها، وتسريع التئام الشق، كما أنه قد يسكّن الألم. الصداع من الآثار الجانبية الشائعة لهذا المرهم، في هذه الحالة يمكنك وضع كمية بسيطة منه 5-6 مرات في اليوم بدلاً من كمية أكبر مرتين في اليوم.
• ديلتيازيم (Diltiazem): يُستخدم لمدة 6 أسابيع على الأقل، ويمكن أن يوصي الطبيب بتجربتها إذا لم تستفد على مرهم الجليسيريل، فهو أيضاً يُساعد على ترخية العضلات، وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة.
• حقن البوتكس: وهي طريقة جديدة نسبياً لعلاج الشق الشرجي، وعادةً ما تُستخدم بعد فشل العلاجات السابقة، حيث تُساعد على ترخية العضلات، وتخفيف الألم، وتعزيز التئام الشق. ووفقاً للأبحاث يستفيد عليها أكثر من 50% من الأشخاص. يستمر تأثير حقن البوتكس حوالي 2-3 أشهر، وهي فترة كافية لالتئام الشق الشرجي جيداً.

الجراحة:

الجراحة هي أفضل علاج للشق الشرجي الشديد أو المزمن بنسبة نجاح تصل إلى أعلى من 90%.

• الجراحة الشائعة هي استئصال العضلة العاصرة الجانبية (Lateral sphincterotomy)، حيث يتم فيها عمل شق صغير في العضلة العاصرة الشرجية لتقليل الضغط على فتحة الشرج، والسماح لها بالالتئام. العملية بسيطة تُجرى تحت تأثير التخدير العام، وتستطيع العودة في نفس اليوم إلى المنزل، وتستغرق فترة التعافي حوالي 2-4 أسابيع تقريباً.
• هناك تقنيات جراحية إضافية أخرى يمكن اللجوء إليها حسب الحالة.