أعراض مرض السيلياك عند الأطفال

قد يكون مرض السيلياك من الأمراض التي لا يتم التحدث عنها على نطاق واسع، مما يسبّب قلة الوعي بشأنه على الرغم من خطورته، فمرض السيلياك أو مرض الاضطرابات الهضمية أو ما يُعرف أيضًا بالداء البطني هو مرض مناعي يصيب حوالي 1 من كل 100 شخص في العالم، على الرغم من أن حوالي 30% فقط يتم تشخيصهم بشكل صحيح.^[١]

يحدث مرض السيلياك كنتيجة لردّ فعال مناعي تجاه تناول الأطعمة التي تحتوي على "الغلوتين"، لكنه يختلف عما يُعرف بحساسية الغلوتين، عند الإصابة بالسيلياك تحدث استجابة مناعية للغلوتين في الأمعاء الدقيقة، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تلف بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يجعلها غير قادرة على امتصاص العناصر الغذائية.^[٢]

يصيب مرض السيلياك البالغين والأطفال، ويكون أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، والمصابين ببعض الأمراض مثل السكري من النوع الأول، وأمراض الغدة الدرقية المناعية، ومتلازمة داون ومتلازمة ويليام. ^[٢]

يمكن أن يسبب هذا المرض حدوث تلف في الأمعاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشكلات صحية عديدة مثل الإسهال والتعب وفقدان الوزن والانتفاخ وفقر الدم، وقد يسبب مضاعفات أكثر خطورة إذا لم يتم علاجه أو السيطرة عليه. أما بالنسبة للأطفال، فقد يسبب لهم مرض السيلياك أعراضًا إضافية تتعلق بالنمو والتطور، بسبب عدم قدرة أجسامهم على امتصاص المغذيات في هذه المراحل العُمرية الحرجة. ^[٢]

الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بالسيلياك

يتم تشخيص مرض السيلياك بشكل متزايد بين الأطفال الأكبر سنًا، حيث يبلغ متوسط ​​عمر التشخيص حوالي 9 سنوات. تختلف أعراض المرض بين البالغين والأطفال، كما يمكن أن تختلف الأعراض أيضًا من مريض لآخر، لكن الأطفال المصابين به يكونون أكثر عرضة لمشاكل الهضم مقارنة بالبالغين، وذلك بسبب صعوبة امتصاصهم للعناصر الغذائية في مرحلة تعدّ حساسة ومهمة للنمو والتطور الطبيعي. ^[٢][٣][٤]

بشكل عام، تشمل أعراض مرض السيلياك عند الأطفال ما يلي:

1. آلام وتقلصات في البطن.
2. الإسهال المزمن.
3. القيء والغثيان.
4. انخفاض الشهية.
5. الإصابة بالإمساك.
6. الغازات وانتفاخ البطن.
7. يصبح البراز شاحب اللون وكريه الرائحة.
8. فقدان ملحوظ في الوزن.
9. تقرحات الفم المتكررة.
10. تغيرات مزاجية وشعور بالضيق والانزعاج.

أما الأعراض الناتجة عن سوء امتصاص العناصر الغذائية بسبب مرض السيلياك لدى الأطفال فتشمل ما يلي: ^[٢][٣]

1. قصور وبطء النمو لدى الرضّع.
2. تأخر في البلوغ.
3. قد يكون الطفل قصير القامة.
4. عدم اكتساب الوزن الطبيعي مقارنة بالأطفال الآخرين.
5. تلف في مينا الأسنان الدائمة.
6. يصاب بعض الأطفال بأعراض عصبية تشمل نوبات الصداع والتشنجات وصعوبات التعلّم وفرط النشاط ونقص الانتباه.

ماذا عن البالغين المصابين بالسيلياك؟

يعاني البالغون من أعراض هضمية مشابهة لتلك التي تصيب الأطفال، حيث يمكن أن تشمل الأعراض: ^[٢]

• الإسهال.
• ألم في البطن.
• الغثيان والقيء.
• الإمساك.
• التعب والإرهاق.
• خسارة الوزن.

يمكن أن يعاني بعض المرضى البالغين من مشكلات صحية أخرى مثل فقر الدم وهشاشة العظام وتقرحات الفم وآلام المفاصل والعظام وقصور وظائف الطحال وزيادة إنزيمات الكبد، بالإضافة إلى الصداع واختلال التوازن والشعور بالتعب والإجهاد، والميل للقلق والاكتئاب. ^[٢][٣]

أهم خطوة للتعامل مع الأطفال المصابين بالسيلياك

إن أهم ما يجب القيام به لمساعدة الطفل على التعامل مع مرض السيلياك هو تغيير نظامه الغذائي بطريقة صارمة ليكون خاليًا تمامًا من الغلوتين مدى الحياة، وإيجاد بدائل مناسبة للأطعمة التي يجب أن يتجنّبها، إذ سيساهم ذلك في تعافي الأمعاء وتخفيف الأعراض المرتبطة بالسيلياك.^[٥]

تشمل التوصيات الأخرى التي يُنصح بتطبيقها لتسهيل حياة الطفل المصاب بالسيلياك ما يلي: ^[٥]

• تثقيف الطفل حول مرضه، والتأكد من أنه يفهم احتياجاته وما قد يضر بصحّته. وفي المقابل، يجب تعريفه بالأطعمة اللذيذة التي يمكنه الاستمتاع بها بدلًا من الأطعمة التي يجب عليه تجنبها.
• شرح حالة الطفل واحتياجاته لجميع المحيطين به من البالغين، مثل الأقارب، الجيران، ومعلمي المدرسة.
• تجهيز وجبات الطفل يوميًا، بما في ذلك الوجبات الخفيفة الخالية من الغلوتين، والاحتفاظ ببعضها في حقيبته الخاصة ليأكل منها كلما شعر بالجوع أو برغبة في تناول الطعام، حتى لا يشعر بالحرمان.