عند الحديث عن صحة الجسم وكيفية الحفاظ عليها من المخاطر المحتملة، فلا بد أن نتحدث عن الكوليسترول، فهو ليس مجرد مسألة عابرة، وإنما أمر في غاية الأهمية والخطورة.
لكن الكوليسترول ليس ضارًا بالضرورة، فالجسم يحتاج هذه المادة الشمعية من أجل بناء الخلايا الصحية، إلا أن ارتفاع الكوليسترول الضار هو ما ينبغي تجنّبه والحذر منه، نظرًا لخطورته وتأثيره السلبي على الصحة.[١]
هناك ارتباط وثيق بين ارتفاع الكوليسترول الضار بالجسم وزيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إذ تؤدي زيادة الكوليسترول إلى تراكم الترسبات الدهنية في الأوعية الدموية، مما يؤثر على تدفق الدم في الشرايين، وقد يسبب تشكّل الجلطات أو حدوث نوبات القلب أو سكتات الدماغ. [١]
تكمن خطورة ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم في أنه قد يحدث دون ظهور أي أعراض واضحة! الأمر الذي يجعل من الصعب على الشخص اكتشاف حالته إلا من خلال الفحص الطبي، وهو الوسيلة الوحيدة الموثوقة لتقييم مستوى الكوليسترول والاطمئنان على صحة القلب والأوعية الدموية. [١]
يجب أن نولي فحص الكوليسترول أهمية كبيرة ونحرص على إجرائه بانتظام، لأنه يعدّ من أهم المؤشرات التي تساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية، ولهذا يقدّم مركز الأهلي للقلب أفضل خدمات الفحص والتشخيص اللازمة لمراقبة معدلات الكوليسترول وتقديم المشورة الطبية وخطط العلاج المناسبة لكافة الحالات.
لحياة صحية: نصائح للوقاية من ارتفاع الكوليسترول
الحفاظ على مستويات الكوليسترول وتجنب ارتفاعها يعني الحفاظ على صحة جيدة وجسم سليم وغير معرّض لمضاعفات صحية خطيرة، ولذلك لا بدّ من اتباع بعض التعليمات الأساسية المرتبطة بنمط الحياة الصحي والمتابعة الطبية المنتظمة من أجل تجنّب زيادة معدّل الكوليسترول الضار بالجسم.
نصائح غذائية
توجد بعض التعليمات الغذائية التي يمكن أن يساهم اتباعها في تقليل خطر ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار الذي يشكّل خطرًا على صحة القلب، وتشمل ما يلي:
الحدّ من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة
إذا كان نظامك الغذائي يتضمن كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة فيجب أن تبدأ بتقليل تناولها قدر الإمكان، لكونها ترفع نسبة الكوليسترول بالدم، وتشمل هذه الأطعمة: منتجات الألبان كاملة الدسم واللحوم الدهنية واللحوم الحمراء. [٢][٣]
الحرص على تناول مزيد من الأطعمة الغنية بالألياف
تعمل الألياف على تقليل امتصاص الكوليسترول في مجرى الدم، وتساهم في إدارة مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، كما تزيد من مستويات الكوليسترول الجيد، ولذلك لا بدّ من الحرص على تناولها أو تضمينها في النظام الغذائي، وتشمل الأطعمة التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان: دقيق الشوفان والفاصوليا بأنواعها الحمراء والبيضاء والسوداء، وبعض أنواع الفواكه مثل التفاح والكمثرى. [٢]
تناول الأطعمة التي تحتوي على الأوميغا 3
قد لا يكون للأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 تأثيرًا مباشرًا على نسبة الكوليسترول، لكنها من أكثر الأطعمة فائدةً لصحة القلب، وتشمل هذه الأطعمة بذور الكتان وسمك السلمون والجوز. [٣]
اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب
يشمل النظام الغذائي المفيد لصحة القلب التركيز على الخضروات والفواكه، وتناول الحبوب الكاملة والمكسرات، والاعتماد على الدواجن والأسماك مع تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمُعالجة، بالإضافة إلى تجنب المشروبات الغنية بالسكر والصوديوم.[٤]
الحفاظ على وزن صحي
تشكّل السمنة والوزن الزائد سببًا رئيسيًا لارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، حيث تؤثر الدهون الزائدة في الجسم على كيفية استفادته من الكوليسترول، كما تبطئ من قدرة الجسم على التخلص من الكوليسترول الضار من الدم، وتؤدي هذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. [٢]
لذلك، من الضروري الاهتمام بالوزن والتخلص من السمنة الزائدة للحفاظ على صحة القلب، وذلك من خلال اتباع حمية غذائية مناسبة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما يُنصح باستشارة الأخصائيين لتحديد أفضل الطرق لخسارة الوزن. [٢]
زيادة الأنشطة البدنية
يساعد النشاط البدني المعتدل في رفع مستوى الكوليسترول الجيد في الدم، كما تساهم الأنشطة الرياضية في تحسين مستوياته، ولذلك من المهم زيادة النشاط البدني باعتباره جزءًا أساسيًا من نمط الحياة الصحي، يمكنك أن تتبع التالي لتزيد معدل نشاطك البدني. [٢][٣]
- استغل فترة استراحة الغداء في العمل ومارس رياضة المشي لبعض الوقت خلالها لتعود لعملك بنشاط.
- ابحث عن صديق مهتم لتشاركه التمارين الرياضية، أو عن طريقة لممارسة الرياضة مع مجموعة أشخاص.
- إذا كان مكان عملك قريبًا من منزلك، فجرب الذهاب إليه بالدراجة الهوائية بدلًا من السيارة.
- إذا كنت مضطرًا للذهاب إلى العمل بالسيارة، قم بركنها قبل مسافة كافية وأكمل الطريق مشيًا على الأقدام.
- في كل مرة ترغب فيها باستخدام المصعد الكهربائي، فكّر في صعود أو نزول الدرج كطريقة بديلة.
الإقلاع عن التدخين
يؤدي التدخين بجميع أشكاله إلى خفض مستويات الكوليسترول الجيد، كما يعمل على إتلاف الأوعية الدموية، ويزيد احتمالية تصلب الشرايين ومخاطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك فكّر في صحتك وابدأ خطة مناسبة للإقلاع عن التدخين، ويمكنك استشارة الطبيب لمساعدتك. [٢][٤]
نحن هنا من أجل العناية بصحة قلبك!
أحيانًا، قد لا تكون التعديلات على نمط الحياة كافية لتقليل مستويات الكوليسترول، أو لتجنب ارتفاعه، إذ من الضروري القيام بالفحوصات الدورية المنتظمة واستشارة الطبيب الذي قد يوصي أحيانًا بتناول بعض الأدوية. [٣]
من أجل الحفاظ على صحة قلبك، نحن في مركز الأهلي للقلب جاهزون لخدمتك ومستعدون لتقديم كافة الإجراءات والخدمات والفحوصات للتحكم بمستويات الكولسترول لديك ومساعدتك على التمتّع بقلب سليم، مع نخبة من الأطباء والمستشارين وبمساعدة أحدث التقنيات الطبية.
المراجع
- ^ أ ب ت --(),[www.mayoclinic.org "High cholesterol"], mayoclinic, Retrieved 2025-05-12. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح -- ، "Preventing High Cholesterol"، www.cdc.gov ، اطّلع عليه بتاريخ 2025-05-12. Edited
- ^ أ ب ت ث --(),[www.mayoclinic.org "Top 5 lifestyle changes to improve your cholesterol"], mayoclinic, Retrieved 2025-05-12. Edited.
- ^ أ ب --(),[www.heart.org "Prevention and Treatment of High Cholesterol (Hyperlipidemia)"], heart, Retrieved 2025-05-12. Edited.