أهم ما يجب أن يعرفه كل أم وأب عن التهاب السحايا هي خطورته الشديدة على الأطفال والكبار، خصوصًا النوع البكتيري المسؤول عن أكثر من 50% من وفيات التهاب السحايا عالميًا، وحتى إن لم يسبب الوفاة، فإنّه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة دائمة إذا لم يُعالج مبكّرًا.


إذا أردت أن تحمي طفلك، فأفضل شيء يمكنك القيام به هو تتأكد من حصوله على كافة المطاعيم المقررة له، والتي تقلل بشكل كبير من خطر إصابته بالتهاب السحايا ومضاعفاته.


ما هو التهاب السحايا؟

التهاب السحايا (Meningitis) هو التهاب يصيب الأغشية الرقيقة التي تحيط الدماغ والحبل الشوكي، ويحدث غالبًا نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية انتقلت من مناطق أخرى من الجسم لتصل إلى هذه الأغشية، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يصيب أي شخص، إلا أن الأطفال الرضع والأصغر من 5 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة. (1)(2)


ما هي أعراض التهاب السحايا عند الأطفال؟

احصل على المساعدة الطبية فورًا إذا ظهرت أعراض السحايا على طفلك: (3)(4)


  • الرضع: يمكن أن يصاب الطفل بارتفاع حرارة الجسم مع احتمالية ظهور أعراض عامة أخرى، (مثل: رفض الرضاعة، البكاء الشديد، الخمول، التقيؤ، الإسهال، طفح جلدي، النعاس أكثر من المعتاد) قد يعاني الطفل أيضًا من تيبس الرقبة أو انتفاخ اليافوخ (المنطقة الطرية في جمجمة الطفل).
  • الأطفال الأكبر عمرًا: حرارة مفاجئة، صداع، غثيان/تقيؤ، تصلب الرقبة، الحساسية من الضوء الساطع، ضعف الشهية، الإرهاق العام، والنوبات التشنجية.
  • طفح جلدي: يتميز التهاب السحايا أحيانًا بظهور بقع حمراء أو بنفسجية على الجلد، قد يظهر الطفح في أي مكان، لكنه شائع أكثر في أسفل الساقين، والقدمين، والذراعين، واليدين.


تتطور أعراض التهاب السحايا تدريجيًا على مدار يوم أو يومين، لكنها قد تشتد خلال بضع ساعات فقط أحيانًا، مما يستوجب الحصول على الرعاية الطارئة في أسرع وقت.




لا تنتظر! إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض على طفلك، توجه مباشرة إلى قسم الطوارئ في المستشفى الأهلي. كل دقيقة مهمة في مثل هذه الحالات.



ما هي أسباب التهاب السحايا عند الأطفال؟

يحدث التهاب السحايا نتيجة عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو حتى فطرية أو طفيلية في حالات نادرة: (2)(5)


  • التهاب السحايا الفيروسي: النوع الأقل خطورة، ولا يشكّل خطورة على حياة الطفل، إلا أنه يتسبب بأعراض مرهقة لبضعة أيام أو أسابيع.
  • التهاب السحايا البكتيري: هو النوع الأكثر خطورة؛ مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يتعافى 7 من كل 10 أطفال مصابين بالتهاب السحايا البكتيري دون أي مضاعفات، ومع ذلك يسبب الوفاة لدى 10% من المصابين، أو يترك مضاعفات دائمة (مثل: الصمم، نوبات الصرع، شلل الذراعين أو الساقين، أو صعوبات في التعلم)؛ لذا فهو يتطلب علاجًا طارئًا في المستشفى.
  • التهاب السحايا الفطري: نوع نادر لكن خطير، ويحدث غالبًا للأشخاص الذين مناعتهم ضعيفة، مثل مرضى العلاج الكيماوي.


كيف يتم تشخيص التهاب السحايا عند الأطفال؟

التشخيص المبكر لالتهاب السحايا ينقذ حياة طفلك، ويحميه من المضاعفات الخطيرة. (4)


الفحوصات التي تُطلب عادةً هي فحص الدم، وسحب عينة/خزعة من السائل الشوكي في أسفل الظهر (البزل القطني)، والتي تهدف لتأكيد تشخيص التهاب السحايا، وتحديد المسبب ما إن كان بكتيريًا أو فيروسيًا أو غير ذلك، ومن ثم اختيار العلاج المناسب حسب النتيجة. (4)


ما هو علاج التهاب السحايا عند الأطفال؟

معظم الأطفال المصابين بالتهاب السحايا يحتاجون إلى رعاية طبية في المستشفى، وفي معظم الحالات، يتم البدء بالمضادات الحيوية فورًا حتى قبل ظهور نتيجة الفحص؛ وذلك لخطورة التهاب السحايا البكتيري الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. (3)


  • التهاب السحايا البكتيري: يجب أن يبقى الطفل تحت المراقبة في المستشفى، ويُعطى مضادات حيوية وسوائل في الوريد، وأي علاجات أخرى حتى يستقر وضعه.


يتم تحديد نوع ومدة العلاج بالمضادات الحيوية على حسب نتيجة الفحص، لكنه يستمر عادةً بين 10-14 يوماً، أقل أو أكثر أحيانًا على حسب البكتيريا المسببة.


  • التهاب السحايا الفيروسي: يقتصر العلاج في هذا النوع على تخفيف الأعراض، وتحسين حالة الطفل حتى يتعافى من الالتهاب وحده، ويتضمن غالبًا الراحة، شرب السوائل أو إعطاء السوائل الوريدية، ومسكنات ألم وخافضات حرارة حسب الحاجة.


تُوقف المضادات الحيوية بعد 48-72 ساعة من تأكيد أنّ الالتهاب فيروسي، وحالة الطفل مستقرة.


التهاب السحايا معدي، فإذا كان طفلك مُصابًا به، يجب عليك: (3)


  • استشارة الطبيب حول ضرورة أخذ مضادات حيوية وقائية لك ولأفراد عائلتك (في حال التهاب السحايا البكتيري).
  • غسل يديك بانتظام، خاصةً قبل تناول الطعام.
  • تجنب استخدام أدوات طفلك الشخصية، والأواني والأكواب التي يستخدمها.


المراجع