أسباب الصداع النصفي: هل لديك فكرة عنها؟

الصداع النصفي أو الشقيقة (Migraine) واحد من أسوأ أنواع الصداع، لا يُسبب ألم الرأس فحسب، بل قد يرافقه أعراض أخرى مثل: الغثيان، والحساسية من الضوء والأصوات، والإرهاق وأعراض أخرى عديدة قد تعيق حياة المُصابين به، وتمنعهم من إكمال أنشطتهم اليومية. ^[١]

أكثر من 10% من سكان العالم يعانون من الصداع النصفي، وتأثيره السيئ في حياتهم، حاول العلماء البحث كثيراً عن أسباب هذه الحالة، ومع أن ما زال هناك بعض الغموض حوله، إلا أنهم توصلوا إلى بعض النظريات التي تساعد في تفسير مسببات هذا المرض، والعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به. ^[١][٢]

أسباب الصداع النصفي

سبب الإصابة بالصداع النصفي معقّد وغير مفهوم حتى الآن، ولا يُعرف سبب حدوثه عند البعض دون الآخر بشكل واضح بعد. لكن يعتقد أن له علاقة باضطرابات في النشاط الدماغي والأعصاب والأوعية الدموية المرتبطة بها، فقد تكون بعض مناطق الدماغ حساسة بشكل زائد للمحفزات الخارجية، وقد يكون للتغيرات في مستوى السيروتونين دور في ذلك أيضاً. لكن بالطبع هناك نظريات أخرى لسبب حدوث الصداع النصفي. ^[٣]

الوراثة قد يكون لها دور هام في الإصابة أيضاً، فإذا كان أحد والديك مُصاباً بالصداع النصفي، فهناك احتمالية 50% أن تُصاب به أيضاً، وترتفع النسبة إلى 75% إذا كان كلاهما مُصاباً. ^[٤]

الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة

النساء عرضة للإصابة بالصداع النصفي بنحو ثلاث مرات أكثر من الرجال، حيث يؤثر في حوالي واحدة من كل خمس نساء، مقارنةً بواحد من كل خمسة عشر رجلاً، وهذا يعود بشكل رئيسي إلى التغيرات الهرمونية (خاصةً هرمون الإستروجين) التي تمر بها المرأة خلال فترة البلوغ والحيض. ^[٥][٦]

هناك أيضاً عوامل أخرى قد تزيد من فرصة الإصابة بالصداع النصفي، ومنها: ^[٧][٨]

• تاريخ عائلي من الإصابة بالصداع النصفي، فحوالي 4 من أصل 5 أشخاص يُعانون من الصداع النصفي، لديهم أقارب مُصابون به أيضاً.
• العمر بين 10-40 سنة، حيث يبدأ الصداع النصفي غالباً بعمر البلوغ، يزداد سوءاً في عمر الثلاثينات، لكنه يتحسّن غالباً بعد عمر 50.
• الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم، والصرع، وبعض الاضطرابات النفسية.

ما هي محفّزات الصداع النصفي؟

على الرغم من أن أسباب الصداع النصفي ما زالت مجهولة، إلا أنه تم التعرّف على العديد من محفزاته (المهيجات)، التي تحفّز ظهور نوبات الصداع النصفي عند المصابين. ^[٦]

ومن أشهر محفّزات الصداع النصفي ما يلي:^[١][٦]

• التوتر والضغط النفسي يحفز النوبات عند 70% من مُصابي الصداع النصفي تقريباً.
• التغيرات الهرمونية، مثل بدء الحيض عند الفتيات، أو وقت الدورة الشهرية، أو انقطاع الطمث، أو الحمل، أو استخدام حبوب منع الحمل.
• تفويت أو تأخير وجبات الطعام.
• تغيرات الطقس، مثل الحر أو البرد الشديد، أو العواصف.
• تقلّبات النوم، مثل النوم أكثر أو أقل من المعتاد.
•  الروائح القوية مثل العطور والدخان.
• الكافيين والكحول.
• الأضواء الساطعة، وأضواء الأجهزة الإلكترونية.
• بعض أنواع الأطعمة، مثل الشوكولاتة، والجبن، والمحليات الصناعية، واللحوم المصنعة (الهوت دوغ والبيبروني)، والمخللات، والأطعمة المحتوية على الغلوتامات أحادية الصوديوم "MSG" مثل الوجبات الجاهزة، والتوابل، والصلصات، والمعلبات.
• الجفاف.
• الإرهاق.
• الأصوات العالية.
• إفراط استخدام المسكنات (أكثر من 10 أيام في الشهر).
• بعض أنواع الأدوية، مثل حبوب منع الحمل، وموسعات الأوعية الدموية.^[٥]

معظم مُصابي الصداع النصفي ليس لديهم محفّزات معينة، وتظهر لديهم النوبات دون سبب واضح، لكن البعض الآخر قد يكون لديهم محفّزات واضحة مميزة لكل شخص. التعرّف على هذه المحفزات وتجنبها، يلعب دوراً رئيسياً في علاج الحالة والسيطرة عليها. ^[٩]