أعراض نقص الكالسيوم

لطالما اقترن الكالسيوم في أذهاننا بصحة العظام، نظراً لدوره الحيوي في بنائها والحفاظ عليها، لكن ليس العظام فقط التي تحتاج إلى الكالسيوم، فهو ضروري أيضاً لوظائف القلب والعضلات والأعصاب، كما يمكن أن تشمل فوائده أيضًا تقليل خطر الإصابة بأمراض مختلفة قد يكون من بينها السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.^[١]

يمكن الحصول على الكالسيوم بتناول أنواع معينة من الأطعمة، لكن النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الكالسيوم ليس وحده المسؤول عن نقص الكالسيوم، حيث يمكن أن يحدث ذلك عند بعض الأشخاص بسبب حالة طبية يعانون منها أو أدوية معينة يتناولونها.^[٢]

يمكن فحص نسبة الكالسيوم في الدم من خلال اختبارات الدم، ولذلك يفضّل أن يكون هذا الفحص من ضمن الفحوصات الدورية المنتظمة، كما يُنصح بالمتابعة مع الطبيب المختص في حال ملاحظة أي مشكلة قد يكون سببها نقص الكالسيوم. ^[٢]

ما هي أهم أعراض نقص الكالسيوم في الجسم؟

نظرًا لأهمية الكالسيوم للعديد من وظائف الجسم، فإن نقصه يمكن أن يسبب مشكلات صحية متعددة، وقد يختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر، من حيث نوع الأعراض وحدّتها ودرجة الإحساس بها، حيث يمكن أن تشير بعض هذه الأعراض إلى وجود نقص في فيتامينات أو معادة أخرى، أو إلى الإصابة بمشكلات صحية معينة. لكن بشكل عام، يمكن أن تشمل أعراض نقص الكالسيوم واحدًا أو أكثر من الأعراض التالية:^[٣][٢]

التعب الشديد وصعوبة التركيز

يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الكالسيوم إلى انخفاض مستويات الطاقة والإحساس الدائم بالخمول والتعب الشديد، كما قد يسبب أيضًا الإحساس بالدوخة والدوار وضبابية الدماغ، ومن الممكن أن يتسبب أيضًا بكثرة النسيان وضعف التركيز.

مشاكل في العضلات

عند الإصابة بنقص الكالسيوم، يمكن أن يعاني الشخص من آلام وتشنجات في العضلات، خاصة في الذراعين والفخذين بعد الحركة أو المشي، وقد تظهر هذه الأعراض وتختفي وتعود للظهور مجددًا، كما قد يشعر بخدر ووخز في القدمين والساقين واليدين والذراعين والمنطقة المحيطة بالفم.

ضعف وهشاشة العظام 

تقوم العظام بتخزين الكالسيوم بشكل جيد، لكن عندما تكون مستويات الكالسيوم في الجسم منخفضة، يأخذ الجسم حاجته من الكالسيوم من العظام، مما يجعلها أكثر عرضة للهشاشة وسهولة الكسر، ومع مرور الوقت تصاب العظام بالفعل بالهشاشة أو ترقّق العظام، حيث تنخفض كثافة المعادن في العظام.

التأثير على صحة الأسنان

قد يكون ذلك من الأعراض غير المتوقعة لنقص الكالسيوم، لكن في الحقيقة يمكن أن يؤثر نقص الكالسيوم على صحة الفم والأسنان لكونها مثبتة في الفكّ أي في العظام، وإذا كان الجسم يفتقر إلى الكالسيوم فيمكن أن تصبح الأسنان أكثر عرضة للتسوس والتفكّك وأمراض اللثة.

التأثير على صحة الجلد والأظافر والشعر

قد يؤدي نقص الكالسيوم المستمر إلى مشاكل جلدية تشمل جفاف الجلد أو التهابات الجلد أو الإصابة بالأكزيما، كما قد يؤثر نقص الكالسيوم على صحة الأظافر حيث يمكن أن تصبح جافة أو هشّة، وعلى صحة الشعر بحيث يصبح الشعر أكثر جفافًا وخشونة، ويمكن أن تشمل تأثيرات نقص الكالسيوم أيضًا الإصابة بالثعلبة التي تسبب تساقط ملحوظ للشعر في مناطق معينة.

ضربات قلب غير منتظمة

يمكن أن يكون عدم انتظام ضربات القلب مؤشرًا على النقص الشديد في مستويات الكالسيوم في الجسم، نظرًا إلى أهمية الكالسيوم لصحة العضلات، والتي تشمل بالتأكيد القلب.

الاكتئاب وسوء المزاج

يرتبط نقص الكالسيوم باضطرابات المزاج، إذ يمكن أن يصاب البعض بالمزاج السيء وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

طرق الحصول على المزيد من الكالسيوم

بالدرجة الأولى، يساهم النظام الغذائي المتوازن في الحصول على الكالسيوم، أما المكملات الغذائية فهي ضرورية أيضًا خاصة في حالات نقص الكالسيوم، لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب أو خبير التغذية قبل تناول أي مكمّلات، للحصول على استشارة كاملة تشمل تحديد مدة تناول المكملات والجرعات المسموحة لتجنّب أي تأثيرات سلبية محتملة في حال تم تناول المكملات لفترات طويلة أو في حال تداخلها مع أدوية أخرى، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض الكلى.

وبذلك تتلخص طرق الحصول على مزيد من الكالسيوم في تناول بعض الأطعمة إلى جانب تناول مكملات الكالسيوم.

أولًا: الأطعمة الغنية بالكالسيوم

من المهم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن العديد من الأطعمة الغنية بالكالسيوم وأهمها:^[٤][٢]

• منتجات الألبان: مثل الحليب واللبن والزبادي والأجبان.
• البذور: مثل بذور الشيا وبذور الخشخاش والسمسم.
• الأسماك المعلبة: مثل السردين والسلمون.
• البقوليات: مثل الفول والعدس والفاصوليا.
• الخضروات الورقية: مثل اللفت الأخضر والكرنب والسبانخ. مع العلم أن السبانخ تحديدًا تعد من الورقيات الخضراء التي تحتوي على نسبة عالية من الأكسالات، وهي مركبات ترتبط بالكالسيوم وتُضعف امتصاصه، لذلك على الرغم من احتواء السبانخ على نسبة جيدة من الكالسيوم، إلا أن امتصاصه قد يكون أصعب من امتصاص الكالسيوم الموجود في الخضروات الأخرى.^[٥]

ثانيًا: مكملات الكالسيوم

على الرغم من أن النظام الغذائي هو أفضل طريقة للحصول على الكالسيوم، إلا أن مكملات الكالسيوم قد تكون خيارًا رائعًا إذا كان النظام الغذائي غير كافٍ. لكن من الضروري استشارة الطبيب المختص أو خبير التغذية قبل تناول مكملات الكالسيوم، وذلك لتحديد مقدار الكالسيوم الذي تحتاجه وتحديد النوع الذي يجب اختياره، وكذلك للتأكد من إمكانية تناوله دون أن يؤثر سلبًا على المريض، خاصة أن بعض الحالات يمكن أن تتعرض لمشكلات صحية معينة في حال تناول الكالسيوم لفترات طويلة أو في حال تعارض المكملات مع أدوية أخرى. ^[١]