التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: دليل شامل للآباء

التهاب الأذن الوسطى من الحالات الشائعة جدًا بين الأطفال الصغار، فأكثر من 80% من الأطفال سيصابون به مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم سن الثالثة. وتظل هذه المشكلة شائعة إلى حد ما حتى سن 8 سنوات. (1)(2)

يحدث التهاب الأذن عندما تدخل الفيروسات أو البكتيريا إلى الأذن الوسطى، وهي المساحة الموجودة خلف طبلة الأذن، ثم تمتلئ بالصديد (الخراج) الذي يضغط على طبلة الأذن، مما قد يسبب ألماً شديداً للطفل. (3)

أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

الأعراض الشهيرة هي: (1)

• ألم الأذن: غالباً ما يكون الألم حاداً ومفاجئاً، أو خفيفاً أحياناً، قد يظهر ويختفي أو يبقى مستمرًا، وغالبًا ما يكون الألم أسوأ ليلًا.
• ضعف السمع: قد يشتكي الطفل من أن أذنه مسدودة، أو أنه لا يسمع جيدًا، أو قد لا يستجيب عند التحدث إليه. 
• الحمى: قد تصل درجة حرارة الطفل إلى أعلى من 37 درجة مئوية.
• إفرازات الأذن: في بعض الحالات يمكن أن يخرج صديد أو سائل من أذن الطفل، وهو ما قد يكون علامة على تمزق طبلة الأذن. يحدث التمزق في 5-10% من الحالات ويشفى عادة خلال 2-3 أيام.
• الصداع: قد يشعر الطفل بضغط في الرأس أو الأذنين.

بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، تكون أعراض التهاب الأذن الوسطى في الغالب غير محددة، وقد تتشابه مع أعراض أخرى. انتبه لهذه العلامات: (4)

• شدّ الأذن بشكل متكرر.
• البكاء والتهيّج.
• صعوبة النوم.
• قلة الشهية.
• قلة النشاط.
• التقيؤ أو الإسهال.

أسباب التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

يحدث الالتهاب غالباً بعد إصابة الطفل بالبرد، أو الإنفلونزا، أو الحساسية، حيث تُسبب هذه الأمراض انتفاخ وتورّم قناة إستاكيوس (أنبوب يوصل الأذن بالأنف)، مما يحبس السوائل والبكتيريا داخل الأذن، مُسبباً العدوى. (3)

لماذا يصاب الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من البالغين؟

لعدة أسباب، وهي: (3)

• تكون قناة استاكيوس عند الأطفال أقصر وأكثر استقامةً مقارنة بالبالغين، وهذا يسهّل وصول البكتيريا والفيروسات إلى الأذن الوسطى، كما أنها أضيق، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد.
• تكون اللحميات أكبر حجمًا عند الأطفال، وقد تعيق فتح قناة استاكيوس.
• عوامل أخرى، مثل شرب الحليب بالرضاعة، والاختلاط مع الأطفال في الحضانة، والتعرّض السلبي للدخان وغيرها.

تشخيص التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

يحدد طبيب الأطفال ما إذا كانت هناك عدوى عن طريق فحص درجة حرارة الطفل، واستخدام منظار للنظر داخل الأذن، فإذا كان طبلة الأذن حمراء ومنتفخة بالإضافة إلى ظهور الأعراض التقليدية، فهذا يشير إلى وجود التهاب في الأذن الوسطى. (5)

علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

تُشفى 80% من حالات التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال وحدها دون الحاجة إلى مضادات حيوية خلال بضعة أيام، لذا يوصي الطبيب في كثير من الحالات بالانتظار 2-3 أيام بعد ظهور الأعراض لمراقبة تحسن حالة الطفل أو تفاقمها قبل استخدام المضاد. خلال هذه الفترة يمكن استخدام المسكنات وخافضات حرارة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. (1)

متى تصبح المضادات الحيوية ضرورية؟

• استمرار الأعراض: إذا لم تتحسن الأعراض بعد بضعة أيام أو ازدادت سوءًا.
• الأطفال الصغار: خاصةً أقل من عمر سنتين.
• العدوى الشديدة: تشمل ارتفاعًا حادًا في درجة الحرارة أو ألمًا شديدًا.
• ضعف المناعة: بسبب أمراض مثل السكري أو مشاكل القلب أو أدوية معينة. (1)

غالباً ما يكون المضاد الحيوي أموكسيسيلين هو الخيار الأول لعلاج التهاب الأذن الوسطى، إلا إذا كان لدى الطفل حساسية منه، حيث يتم اختيار مضاد حيوي بديل مناسب. (5)

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى: نصائح لحماية طفلك

التعرض المتكرر لالتهاب الأذن الوسطى يمكن أن يكون مزعجًا، لكن لحسن الحظ هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها للمساعدة على الوقاية منها: (3)

• الرضاعة الطبيعية: يُنصح بالرضاعة الطبيعية للأطفال لمدة 6 أشهر على الأقل، حيث تساعد على تقوية جهاز المناعة، وتقليل فرص الإصابة بالتهابات الأذن.
• تجنب التدخين السلبي: التعرض للدخان السلبي من مهيجات الأذن، ويزيد من خطر الإصابة بالتهابات. تأكد من خلوّ منزلك ومحيط طفلك من الدخان تمامًا.
• غسل اليدين: تأكد من غسل يديك جيدًا واطلب من طفلك أن يفعل الشيء نفسه، خاصة بعد اللعب وقبل وقت الوجبات.
• المطاعيم: تلقي المطاعيم في مواعيدها المحددة مهم لصحة طفلك العامة، ويمكن أن يساعد في الوقاية من بعض أنواع التهابات الأذن. استشر طبيب الأطفال الخاص بك للتأكد من تحديث جميع مطاعيم طفلك.

المراجع

1. HealthyChildren - Ear Infections in Children: Information for Parents 
2. HealthyChildren - Ear Infection Questions
3. KidsHealth - Middle Ear Infections (Otitis Media)
4. UpToDate - Ear infections (otitis media) in children (Beyond the Basics)
5. Medscape - Otitis Media