علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال

التبول اللاإرادي بين الأطفال شائعة جدًا، والأغلبية يتجاوزها تمامًا مع الوقت، لكن أهم وأول خطوة هي عرض الطفل على طبيب مسالك بولية؛ للتأكد من عدم وجود سبب مرضي، مثل التهاب المسالك البولية، أو مشاكل بالمثانة، أو سكري، أو إمساك، أو غيرها.

بعد ذلك سيوجه الطبيب بمجموعة من العلاجات السلوكية والنصائح المخصصة لاجتياز هذه المرحلة بنجاح مع الوقت، وإن لم تكن كافية قد يوصيك باستخدام أجهزة إنذار التبول الليلي، وفي حال فشل هذه الطرق قد يلجأ بعدها للأدوية.^[١]

1- العلاجات السلوكية ونصائح عامة

إليك بعض النصائح التي يمكن تطبيقها لمساعدة طفلك قدر الإمكان:^[٢][٣]

• التعامل بلطف مع الطفل وعدم توبيخه أبداً: أول خطوة للعلاج أن يفهم الأهل أنّ التبول الليلي هو عملية لاإرادية لا يشعر بها الطفل، لذلك العقاب والصراخ لا يجدي نفعاً، وأنّ الطفل سيتحسن لوحده مع مرور الوقت.
• تشجيع الطفل وطمأنته: يجب شرح أنّ الكثير من الأطفال بعمره يعانون من نفس المشكلة حتى لاتتأثر نفسيته و تسوء الحالة.
• اصطحابه للتبول 5-7 مرات باليوم، منها مرة قبل النوم مباشرةً: (من الأفضل أن يذهب الطفل للحمام مرتين قبل النوم بينهما نصف ساعة تقريبًا؛ للتأكد من إفراغ المثانة تمامًا.)
• إيقاف جميع السوائل قبل ساعة من النوم على الأقل، بما في ذلك الحليب والماء.
• تجنب السكريات والمشروبات المحتوية على الكافيين (الشاي، القهوة، الشوكولاتة ..) خاصة مساء.
• التأكد من أنّ غرفة نوم الطفل قريبة من الحمام؛ للوصول إليه بسرعة.
• تجنب تعويد الطفل على حمله أو إيقاظه ليلاً للتبول بشكل دائم، يمكن القيام بذلك لفترة مؤقتة فقط لمساعدته، لأنّ الهدف النهائي هو أن يتعلم التحكم في حاجته للتبول دون مساعدة خارجية.
• الحفاظ على خصوصية الطفل: وعدم الحديث عن حالته مع أي من الأقارب أو المعارف سواء أمامه أم في غيابه.

جهاز إنذار التبول اللاإرادي

وهو جهاز ينبه الطفل عند بدء التبول لكي يستيقظ ويذهب إلى الحمام، يُستخدم للأطفال بعمر 6 سنوات وأكبر عادة، لأنّه يتطلب تعاوناً من الطفل، يعمل هذا الجهاز عن طريق إصدار صوت عالٍ أو اهتزاز قوي عند الشعور بالرطوبة، وله نوعان: إما أن يكون جهاز الإنذار مربوطاً بالسرير أو بالبيجامة التي يرتديها الطفل. مع الوقت، يتعلم عقل الطفل ربط امتلاء المثانة بالحاجة للاستيقاظ.^[٤]

يعتبر جهاز الإنذار للتبول اللاإرادي علاجًا ناجحًا جدًا على المدى الطويل بنسبة قد تصل إلى 70%، ودون آثار جانبية مقارنة بالأدوية، ومع ذلك، هناك بعض الأمور التي يجب أن تعرفيها: ^[٤][٥]

• في البداية قد تحتاجين إلى إيقاظ طفلك ومرافقته إلى الحمام، لكن مع الوقت سيتعلم الاستيقاظ بمفرده.
• يحتاج الطفل إلى الالتزام باستخدام الجهاز بانتظام لمدة 3-4 أشهر يومياً، حتى يتعلم الطفل كيفية الإحساس بالإشارات من جسمه، والتحكم في المثانة.
• تظهر بوادر التحسن عادة في الأسابيع الأولى، مثل تقليل حجم البلل، أو تقليل عدد مرات إطلاق الإنذار في الليلة، وقدرة الطفل على الاستيقاظ بنفسه.
• بالنسبة للأطفال الذين يتحسنون على الجهاز، يجب الاستمرار عليه لمدة لا تقل عن 3 أشهر، ولمدة شهر إضافي بعد الوصول إلى الجفاف شبه التام (حوالي 90% من الليالي الجافة).
• من الشائع أن ينتكس بعض الأطفال بعد العلاج (حوالي 29-66% من الأطفال)، وفي هذه الحالة يمكن استخدام الجهاز مرة أخرى.
• إذا لم يُظهر الطفل تحسنًا بعد استخدام الجهاز لمدة 3 أشهر متواصلة، يجب النظر في خيارات أخرى في هذه المرحلة، ولكن هذا لا يمنع احتمالية النجاح في المستقبل عندما يكبر الطفل، ويصبح أكثر تحفيزًا.

أدوية علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال

قد يصف الطبيب طفلك الأدوية فقط في حالات قليلة عندما لا تنجح العلاجات السلوكية والتعليمية، والتأكد من عدم وجود سبب مرضي. ^[٤][٥]

ديسموبريسين

• ديسموبريسين (مينيرين ميلت "Minirin Melt ") هو الخيار الدوائي الأول لعلاج التبول اللاإرادي عند الأطفال بعمر 6 سنوات وفوق، يعمل عن طريق تقليل إنتاج البول، ويؤخذ قبل النوم بحوالي نصف ساعة إلى ساعة، ويستمر مفعوله حتى 8 ساعات.
• يؤخذ الدواء بشكل يومي أو متقطع لمدة 3 أشهر، ثم يتم التوقف عنه لتقييم الحالة، كما يمكن استخدامه في حالات الطوارئ مثل: السفر أو النوم خارج المنزل.

• الاحتياطات: الدواء آمن عموماً، لكن يجب أن يمتنع الطفل قدر الإمكان عن شرب السوائل قبل ساعة من أخذ الدواء وحتى 8 ساعات بعده؛ وذلك لمنع حدوث الاحتباس وتسمم بالماء.

• فاعلية العلاج: 30% من الأطفال يتخلصون تمامًا من التبول اللاإرادي، بينما 40% يشهدون تحسنًا ملحوظًا.^[٦]

• مشكلة الانتكاس:
• التحدي الأساسي لهذا العلاج، كما هو الحال مع علاجات التبول اللاإرادي الأخرى، هو حدوث انتكاس بعد التوقف عن العلاج، قد تصل نسبة الانتكاس إلى 70%.
•  يفضل إيقاف الدواء تدريجيًا لتفادي هذه المشكلة.
• السبب في الانتكاس أن علاجات التبول تعمل عن طريق التحكم بالأعراض، وليست علاجاً للمشكلة بحد ذاتها، وتستخدم لفترة حتى يتعلّم الطفل على السيطرة الأفضل وحده.

• ملاحظات هامة:
• تقييم الحالة بعد 3 أشهر: بعد 3 أشهر من الاستخدام، يجب التوقف عن العلاج لمدة أسبوع لتقييم الحاجة إليه أو إمكانية الاستغناء عنه.
• وقف العلاج في حالات معينة: إذا تعرض الطفل لمشاكل في توازن السوائل مثل: الإسهال أو الاستفراغ، أو كان يمارس رياضة تتطلب مجهودًا بدنيًا عاليًا، يجب إعطاء العلاج بصورة متقطعة أو إيقافه مؤقتاً.
• تقييم الجرعة: يتم تقييم حالة الطفل خلال أول أسبوعين لتحديد الحاجة إلى زيادة الجرعة، إذا لوحظ تحسن، يستمر العلاج لمدة 3 أشهر مع المتابعة المستمرة. ودور الأهل مهم بمراقبة وتدوين ملاحظات حول تقدم الطفل، حيث يعتمد استمرار العلاج أو تعديل الجرعة على المعلومات التي يقدمونها للطبيب.

أدوية أخرى 

يوجد أنواع أدوية أخرى أقل استخدامًا للتبول اللاإرادي، وهي: ^[١][٤]

• أوكسيبوتينين (ديتروبان Ditropan): يستخدم في الحالات العنيدة من التبول اللاإرادي، إلى جانب دواء آخر عادة. 
• إيميبرامين (توفرانيل Tofranil): يُستخدم بحذر شديد وبجرعات محدودة بسبب آثاره الجانبية.

كلمة أخيرة

التبول اللاإرادي أثناء النوم شائع بين الأطفال؛ يحدث على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لدى 15% من الأطفال بعمر 5 سنوات، تتحسن هذه الحالة تدريجيًا مع مرور الوقت لدى معظم الأطفال، وبحلول سن 15 عامًا، تنخفض نسبة الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي إلى ما بين 1-2%. من المهم أن يتعامل الأهل مع هذه المشكلة بصبر ودعم نفسي للطفل، لأنّ الضغط أو العقاب قد يزيد من تفاقمها. التوجيه الطبي المبكر والالتزام بالعلاج المناسب يساعدان في تحسين الحالة بسرعة أكبر.