تصبغات الجلد مشكلة جلدية شائعة، تحدث عندما تزيد نسبة إنتاج صبغة الميلانين في الجلد عن المعدل الطبيعي، فتظهر بقع داكنة على الجلد؛ مما يجعل لون البشرة غير موحد أو متناسق. 

 

للتصبغات أنواع وأسباب عديدة مثل: الكلف، وتصبغات الشمس، والنمش، وبقع الشيخوخة، وغيرها، وهي بلا شك مشكلة مزعجة لصاحبها، حيث يطمح الكثيرون إلى الحصول على بشرة موحدة وصافية. (1)


علاج تصبغات البشرة

قد لا تكون التصبغات ضارة أو مؤذية من الناحية الصحية، لكنها تُعتبر مشكلة جمالية قد تسبب الإزعاج. توجد عدة طرق لعلاج فرط التصبغ، وأهمها:


الكريمات الموضعية


هي الخيار الأول لعلاج التصبغات بسبب سهولة استخدامها، وفعاليتها، لكن من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام أي كريم لضمان الأمان، تحتوي الكريمات على مكونات فعّالة تعمل على تفتيح البشرة وتقليل التصبغات، ومن أبرز هذه المكونات: (2)


  • هيدروكينون (هاي كوين): كريم لتفتيح البشرة.
  • أربيوتين (Arbutin): مستخلص طبيعي لتفتيح البشرة.
  • أحماض تقشير البشرة وتفتيحها (مثل: حمض الأزيليك، حمض الكوجيك، حمض الجليكوليك).
  • الكورتيزون: يُستخدم في بعض الحالات لتقليل الالتهابات الناتجة عن العلاج.
  • الريتينويد (أكريتين): يُحفز تجديد خلايا البشرة لتحسين مظهرها.
  • النياسيناميد: يقلل من انتقال صبغة الميلانين إلى الطبقات السطحية، مما يخفف التصبغات.


في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بدمج عدة كريمات للحصول على نتائج أفضل، ومن أشهر هذه التركيبات: "الخلطة الثلاثية"، التي تتكون من: الهيدروكينون (هاي كوين) للتفتيح، والتريتينوين (أكريتين) لتجديد الجلد، وكريم كورتيزون خفيف (مثل ألفاكورت) لتقليل تهيج البشرة. يُستخدم هذا العلاج لفترة محدودة حسب توجيهات الطبيب، مع ضرورة الوقاية من الشمس أثناء العلاج. (1)


جلسات التقشير الكيميائي

  • مبدأ العمل: يستخدم الطبيب أحماضًا لتقشير الطبقات السطحية من الجلد وإزالة الخلايا المتصبغة.
  • الفعالية: التقشير الكيميائي هو الخيار الثاني الأكثر شيوعًا، لأنّه يعالج التصبغات بطريقة أسرع وأكثر فعالية مقارنة بالكريمات وحدها، وغالباً يجمع الطبيب بين التقشير الكيميائي والكريمات الموضعية لتحسين النتائج.
  • أنواع التقشير: له عدة أنواع، تتفاوت في قوة التقشير (سطحي، متوسط، عميق)، يختار بينها الطبيب حسب احتياجات البشرة لتحقيق النتائج المطلوبة.
  • عدد الجلسات: عادة يحتاج المريض إلى سلسلة من الجلسات بفاصل عدة أسابيع. (3)


علاجات الليزر

  • الفعالية: تُعتبر جلسات الليزر العلاجية الخيار الثالث عامة لعلاج التصبغات، خصوصًا التصبغات العميقة والتي لا تستجيب بشكل كافٍ للعلاج بالكريمات الموضعية والتقشير الكيميائي.
  • أنواع الليزر ومبدأ عملها: يختلف النوع المناسب حسب درجة التصبغات، ولون البشرة (لأن بعض أنواع الليزر لا تناسب البشرة الداكنة)، ومن أنواعه نذكر:
  • الضوء النبضي المكثف (IPL): يستخدم طيفًا واسعًا من الضوء لاستهداف بقع التصبغ، أقل فعالية للكلف العميق، وفعال أكثر للتصبغات السطحية.
  • ليزر Q-Switched Nd:YAG: فعّال للكلف والتصبغات العميقة، وآمن للبشرة الداكنة.
  • ليزر Erbium:YAG: يزيل طبقات الجلد المصابة بتقنية تقشير دقيقة. (2)


الميكرونيدلنغ (الوخز بالإبر الدقيقة)

مبدأ العمل: (2)

  • استخدام جهاز يحتوي على إبر دقيقة جدًا، تُحدث إصابات صغيرة في الجلد لتحفيز الكولاجين والتجدد الطبيعي للبشرة.
  • يسهل امتصاص السيرومات العلاجية، لذا عادة تُستخدم سيرومات تحتوي على مكونات فعّالة لتفتيح البشرة أثناء الجلسة.

الفعالية: يمكن استخدام الميكرونيدلنغ كجزء من بروتوكول علاجي شامل لعلاج التصبغات والكلف، وتحسين البشرة.


توصيات مهمة

  • حماية البشرة من الشمس مهمة جداً: أثناء وبعد أي علاج للتصبغات لمنع تفاقم الحالة.
  • استشارة طبيب الجلدية: لتحديد العلاج الأنسب بناءً على نوع البشرة وشدة التصبغات.
  • دمج العلاجات: غالبًا ما يُوصى بدمج أكثر من علاج (مثل الكريمات مع التقشير أو الليزر) لتحقيق أفضل النتائج.




جميع العلاجات السابقة يجب أن تتم تحت إشراف وتوجيه طبيب جلدية متمكن، لذلك ننصح باستشارة الخبراء في قسم الجلدية بالمستشفى الأهلي في قطر للحصول على أفضل النتائج.



هل الخلطات المنزلية فعالة لعلاج التصبغات؟

الخلطات المنزلية يمكن أن تفيد كوسيلة مساعدة لتخفيف التصبغات البسيطة، لكنها ليست علاجًا فعالاً وحدها خاصة للحالات الأكثر شدة. (4)


من الوصفات الطبيعية الشائعة للتفتيح:

  • مستخلصات عرق السوس: تقلل الالتهاب وتفتح البشرة.
  • الكركم: يحتوي على الكركمين، والذي يعمل كمضاد للالتهاب، وله خصائص تفتيح البشرة.
  • مستخلصات الشاي الأخضر: يحتوي على الكاتيشين الذي يقلل من إنتاج الميلانين.
  • الليمون: يحتوي على فيتامين C، وهو يساعد بتفتيح البشرة.
  • بعض الزيوت الطبيعية: مثل زيت الأرجان، والجوجوبا، وزيت الورد.




بغض النظر عن المكون الطبيعي الذي ستقوم تجربته منزلياً، لا بد من تطبيق الخليط أو المكوّن على مساحة صغيرة من الجلد أولاً، والتوقف عن استخدامه إذا كان يسبب تهيجًا للجلد.

المكونات الطبيعية ليست دائمًا آمنة؛ إذ يمكن أن تتسبب بعض المكونات مثل الليمون والكركم بتهيج للبشرة الحساسة أو تفاقم مشاكل الجلد إذا لم يتم استخدامها بحذر.



المراجع